الرئيسية » » ( درامَا حتميةٍ للبطولةِ / هانى عويد )

( درامَا حتميةٍ للبطولةِ / هانى عويد )

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 15 سبتمبر 2014 | سبتمبر 15, 2014


أفكرُ فى الغدِ 

كنملةٍ تخاف وحلّ الشتاء

وقِصر نظر العابرين,

لاأومن بالليل كهدنةٍ طبيعيةٍ للسكينهْ

النومُ مواصلةُ النهارِ بنهارٍ آخرٍ أكثرَ لهبًا وبراءهْ

والحياةُ لاتُعطى رصيدًا لأحدٍ على بياض

أفكرُ فى الغدِ..

يظلّلُّ مشيئتَهُ مرورًا من دمى

وأتبعه فى المحطاتِ التى لا تخلو من المسافرين..,

.

ـ فمَاذا علىَّ أن أعرفَ فى مدارج الغيب

وإبقاءِ اليقين أَبيضَ فى دماءِ القلب؟!

*

أعشقُ ليسَ كمَا يتصوّر صديقى..

وأكتبُ دَورى كما ينبغى لعصفورٍ حطَّ على جذعٍ عتيقٍ

وتزوّج لِيطلق حواسّه فى الفضاءِ أكثر

وَيعبئُ روحَهُ بالأزرقِ المعشَّقِ بآياتِ الله,

أحبُّكِ فوقَ وصفِ الساهرين كى يقطفوا زهرَ الأغنية,

كالأخضرِ الذى يجعل مِنّى صنمًا أمام حضرتهِ

أرى ولا أتكلمُ إلاَّ همسَا

أتنفسُ ولا تستقر نبضاتى فى المدى

ولا يكفينى أن تنشغلَ الذاكرةُ بسجلاَّتها الممطوطةِ

كى تستحضرَهُْ حينَ أطلبهُ,

*

أفكرُ فى الغد

حتى لا تكفّ الحياةُ 

أَو تمشى فتصطدمُ بالواقعِ الرخامِى فجأةً 

أفكرُ..

لأنى أحبُّها وأُحبنى وأحبُ الغدَ

كالجنين الْهُلامى فى حجرِها,

على لهفةٍ دومًا لِمَا سيقومُ به من حركاتٍ لا إردايةٍ تشبههُ,

وأستضيفُ الأملَ كبروقٍ صغيرةٍ 

فى سقفِ الطريق

أهتدى بها..,

*

عَليَّ أن أحلمَ أكثرَ لأمزّق وَرقًا أقلْ

أن أغنى ربمَا أكتشفُ طبقات ٍ جديدةً 

فى حنجرتى,

وألوّحُ للشجرِ المتناثرِ والطيور 

ليتبعونى عند الفجر,

فَنُعدُّ فُطورَ الشمسِ..

ونحتمى بالضوءِ من النهاياتِ الغريبة

*

علىَّ أن ألملمَ الوقتَ فى سَاعتى

خوفًا عليه من طيش الخريف

والزحام 

والمدى المثقوب

كَى أُعيدَ الجمالَ لقصبةِ الناى

وغزالةِ الشعر.. 

وقتَ اللقاءِ المدثّر بكِ 

*

أفكرُ..

أَوْ لاَ أفكرُ خاصةً إذا صدّتنى البلادُ

واستوقفتنى زمنًا هنا بين الرصيفِ 

والطفولةِ المهملة

لأيُّهمَا لَجأتُ بَكيت..

وخبّيتُ فرطَ مشاعرى خشيةَ أن يراها العابرون

فَأحرجُ الحلمَ المتساقطْ

*

أفكرُ..

لأمرّنَ عَاطفتى على أرضٍ جديدةٍ

وأنزعُ الصحراءَ من الخريطةِ 

كمَا أشتهى أن أرى,

وكمَا تشتهون..,

فلَمْ نَخرج مِن القبيلةِ كى نُبقى الصحراءَ للحروبِ 

والمعاركِ الباليةِ على بقايا البشريةِ,

لَكن لتغرسّ شبيهكَ هنَا 

أيُّها العابرُ مثلى..

لتصنع معجزتكَ على عينِكَ,

ربمَا لو تخلّصنا أنا وأنتَ والوطنُ الحدودىُّ من صحرائهِ 

لَما فكّر أحدٌ بغزوِ الآخر 

ولضاقَ خناقُ العدوِّ على نفسهِ

.

لَم نَخرج مِن القبيلةِ لِنُكدِّس صفيرَ الريحِ 

على الصفيرِ

وَننسَى أنسابنَا هكذَا فِى المفارقِ البعيدةِ

لاَ شريكَ لهَا فى الليالى التى يقصفُها الألم

*

أُفكرُ فى الغدِ

وَعلى كَتفى خَيالٌ خصبٌ 

ألعابٌ تَملأ فراغَ البيت..,

كَراريسٌ مبعثرةٌ,أقلامٌ ,لوحاتٌ ,كتبٌ ,أطفالٌ

عَلمٌ يريد أن يفلت مِن زمامهِ 

عزفٌ طبيعىُّ للصعود

وامرأةٌ تحبُّ الحياةَ وتُعرَف بهَا..,

تُلهيهَا التفاصيلُ ونَمنمَاتُ هنا وهناك 

وَتَنخرطُ رائحتُهَا فِى أَقمشةِ المكان ولونِ وجهاتهِ

*
أفكرُ كى أنجو من الْمَوتِ 

وَأمحو شَارةً وضعهَا عَلى نَاصيةٍ قربَ بيتى

أَو شارعى 

فأتلاشى العبورَ الهشّ كريشةٍ فى الهواء,

*

غريبٌ أن يحفلَ مَوتٌ بشاعرٍ 

أَوْ يُجاورُه على كنبةِ الرؤيةِ

ـ تُرى كيفَ سيحوى.. 

صورتَه الطائرةَ,استعارتَه,أدواتَه الطيِّعةَ

أَوْ لغتَه.. 

التى انبثقت كجهنميةٍ وتعلّقت بصاحبها؟!

ـ هَلْ فَكّرَ لِلحظةِ 

بقنبلةِ الغياب التى سَيشدُّ فَتيلهَا؟!


*

كَأنى أُصَارحُ نفسى لآخرٍ لاَيُقيمُ

ولا ينتبه إلاَّ لِمهمّتهِ الأزليةِ فى كيانِ الأرض,
ولأنى أعرفُ بدايتى أتشبَّثُ بى.. 

أتبعُنى فى اكتشافِ مشيئتى وأنا أعرّش الوقتَ بالكلماتِ والحبِ..,

لأنى أحبُّكِ 

وأحبُّنى وأحبُّكِ

وأطلبُ من الطريق أَن يُصغى لى

ولاَ يلتفت للعبثِ المنتشرِ فى الأركانِ 

قَد يَكونُ نشازًا 

أَو فخًا لخطفِ الحقيقةِ 

وانتبه..

لا يأكل الخبزَ ولا يرتدى قميصَ البدايةِ

أَوْ يُفكر..,

فقط بعضٌ منك 

وأَمامكَ فرصةٌ لتصحيحِ قصةَ الفارسِ 

.

أيُّها الْمُكلّف بحَملِى سأفكرُ 

وأفكرُ..

وأعيدُ صياغتكَ كَدرامَا حتميةٍ للبطولةِ .



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads