الرئيسية » » جَنَازَةٌ بَلِيلَةْ | السمّاح عبد الله

جَنَازَةٌ بَلِيلَةْ | السمّاح عبد الله

Written By Unknown on السبت، 2 أغسطس 2014 | أغسطس 02, 2014



جَنَازَةٌ بَلِيلَةْ
 السمّاح عبد الله
  
ألبحر الحافي يتلصّص حول حواف فلسطين
يراقب كل مداخلها ويعاين أشجار الزيتون
وعنب الكرم وأحلام الأيتامْ
يُغمض عينا ويفتّح عينا
حتى إن نام الجند الساهرُ يتسلل من بين بياداتهمُ وكعوب بنادقهم
يجتاز السلك الشائك والأجولة الرمليةَ والأقدامْ
ويغيّر من لون تموّجه حين يمر بقطعة أرض مشمسةٍ
كي لا يبصره العطشانون
يسير بطيئا وخفيفا حتى يصل إلى جثث الشهداءِ
يُغَلّقُ أعينهم ويسرّحُ شعرهمُ ويزرّر ياقات القمصانِ
ويتلو وِرْدَ الخلدِ وينفضُ عن أحلامِهمُ لومَ اللوَّامْ
يحملهم في صمت جلال الموتِ
يعود بطيئا وخفيفا
وتتابعه في مشهده وهو يعود النسوةُ في الشرفات العالية
يشرن بإصبعهن : اذكرنا يا بحر فقد نسيتنا الدواماتُ الدوّارةُ
ومراكبُ صيادي السمك الظمآن وقصص العشاق المقتولةُ
وتصاويرُ الرسامْ
اذكرنا يا بحرُ
البحرُ يمر خفيفا وكأنْ لم يسمع صوت النسوةِ في الشرفات العالية
ولكنْ يعرف دقات الدمع على الجلباب العريانِ
ويعرف آنّات الآلامْ
اذكرنا يا بحرُ
يعود البحر بجثث الشهداء إلى البحر
ويغمض عينيه وينام .
==========
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads