الرئيسية » » الحرائقُ لن تُضئَ على يديكِ

الحرائقُ لن تُضئَ على يديكِ

Written By غير معرف on الخميس، 7 مارس 2013 | مارس 07, 2013


الحرائقُ لن تُضئَ على يديكِ ..!!
( أمل أحمد عمر هاشم )
------------------------------------------
أشرف البولاقى

.. .. .. .. .. .. ،
مثلَ إغريقيةٍ
ستُشيرُ ناحيةَ البلادِ
وترتدى فى الصيفِ سوسنةً
وفى فصلِ الشتاءِ
الوجدَ

تسألنى عن الرؤيا

وعن أُسطورتى

عند انفجارِ الشوقِ

تُلقى وِرْدََها وتغيبُ :
( طالعةٌ بلادى .. ؟ )
مرَّةً أخرى تقولُ لى البلادُ !
كأننى شجرٌ يتيمٌ والبلادُ حدائقٌ
تبَّاً لها
ستجرُّنى وأنا المهاجرُ
نحو رائحةِ البنفسجِ ،
تفتحُ الذِّكرى لأنظرَ صورتى
وأنا ضريرٌ ..
لا أرى غيرَ الكواكبِ
أهتدى بنبؤةٍ أسير نحو فضائِها
متوكِّئاً بيدى على حلمٍ صَبِىٍّ
كانت الأحلامُ رائعةً
وكنتُ مُضيَّعاً
تَبَّاً لها .. هذى البلادَ
إلى متى ستظلُّ هذى البنتُ
واقفةً هنالك - فى العراءِ -
مدينةً للنيلِ ؟؟
بالوهم المُطرَّز والأناشيدِ القديمةِ ؟
منذُ أكثرَ من حنينٍ
كان نهرُ النيلِ سِرّاً
والغزالةُ .. وحدها
فى الأفق تفتن كُلَّ بنتٍ
لم يكن نخلٌ ولا شجرٌ بَهِىٌّ
- غيرَ قلبى ! -
كى يجئَ الماءُ مُحتفِلاً بسطوتِه
ولا كانت
ولا كان القصيدُ مُراوِغاً
لتمدَّ هذى البنتُ
عينيها إلى الشُّعراءِ
تفتحُ قلبَها
لمُعذَّبينَ 
        وأشقياء
مَرَّ عشرون احتراقا
كانت الأرضُ استدارتْ
والسماء ازَّيَّنت بالشهبِ
تنبئ عن تَجَلٍّ عبقرىٍّ
للذى سيكون عند البدء طوفانا
تدينُ له البلادُ ..
هل اصطفاها ؟
أم رأت فيه ( المُخلِّصَ ) ؟
لم تُغنِّ البنتُ أغنيةً
ولم ترقصْ لنهرِ النيلِ !
مثلَ فراشةٍ :
راحتْ تفتِّشُ فى حقول الأبجديةِ
عن كتاب الوَرْدِ
كان الوَرْدُ والشعرُ الذى تلقيه
مثلَ حمامةٍ بيضاءَ تهدلُ
- كيف لم يزُرِ الحمامُ بلادَنا ؟ –
والنيلُ
يرقدُ تحتَ شرفتِها طويلاً
" أمُّها مسرورةٌ !"
والشهريارُ على سريرِ الوقتِ
يحلم بالغناءِ وبالكتابةِ
كلُّ أمٍّ فى بلادى
تُمسِكُ السيفََ انتظاراً
أن تبُصَّ البنتُ
من شُبَّاكِ شهوتِها
على ( أَلِفٍ ) تمطَّى
أو على ( هَاءٍ ) تثنَّتْ
حينما كانت تُحدِّثُ
- عن هواها - البنتُ نهرَ النيلِ
كُنتُ على مشارفِ خطوتينِ مهاجراً
وحدى أفكِّر - وقتَها - فى غزوةٍ
قال الرفاقُ : متى سنُبحر ؟
- لا يزال الوقت مُتَّسِعاً
لنبكىَ - يا رفاقُ - دقيقةً
قبل احتضارِ الماءِ :
هل أنا فاتحٌ ؛
فأدُسَّ أشواقى بعيداً
عن بناتِ النيلِ ؟
أم أنا شاعرٌ
أُخفى وراءَ الحرفِ
قنبلةً وغاراتٍ ؟
أدكُّ بها المواسمَ والبلادَ ؟
إلى متى
سيظلُّ مُشتعلاً دمى
وهل الحروفُ مدينةٌ لى بالحرائق ؟
أم تراها كانت البنتُ التى ..
- هى فى العراءِ الآن -
تعرف أننى
منذ ارتحلتُ عن البلادِ
تركتُ فى المدنِ الفقيرةِ
بعضَ أمتعتى
وشيئاً من صهيلٍ ؟
مثلَ إغريقيةٍ
ستُشيرُ ناحيةَ الفضاءِ
وتمنحُ الأشرارَ فرصتَهم
ليصعدَ واحدٌ منهم
إلى جبلِ الغوايةِ
ثَمَّ خارطةٌ تشيرُ إلى صهيلٍ
سوف يشعلُ فى البلادِ النارَ
تصعدُ وحدَها البنتُ التى
- هى فى العراءِ الآن - كلَّ صبابةٍ ؟
حتى تجىءَ الريحُ ،
أو يقفَ اللصوصُ على الحقيقةِ
أين يختبئُ الصهيلُ الآن ؟
أذكر أننى منذ اشتعالِ البحرِ
غادرتْ الرؤى قلبى
وأنكرنى الفضاءُ
فكيف لم أكتبْ عن امرأةٍ
تشيرُ إلى فضاءٍ ؟
كان مُتسِعاً وكنتُ
ملأتُه بالأمس أحلاماً ؛
              
فأكبرنى ، وضاقَ برغبتينِ
فكيف أن يسعَ الإشارةَ ؟
سوف يحترقُ الفضاءُ
فهل تبادلنى البلادُ فضاءَها
- وتردُّ أمتعتى – بقلبى ؟
* ثورتى وصباىَ
* رائحتى
* وبعضاً من جنونى .
- ماذا سيحدثُ لو سرقتُ النارَ ؟
قلتُ لها :
سينتظرونكِ الأشرارُ
خلفَ غمامةٍ
سيفتشونَكِ مرَّتينِ
ويسألونكِ : كيف كان الماءُ ؟
قولى لم يكنْ
واستغفرى للأرضِ عاريةً
وللشمس التى " ألقتْ يداً فى كافرٍ "
أو قرّرى أنتِ الحقيقةَ
واذكرى ما شئتِ
لكنى سأنكرُ
حين يسألنى الجنودُ عن المصيبةِ
أن يكون الماءُ
تأويلاً لرؤياىَ القديمةِ
هل هى النارُ - التى ستخبّئين - نبوءةٌ ؟
فأشيرَ ناحيةَ البلادِ كما أشرتِ بإصبعينِ ؟
وأرتدى فى الصيفِ سوسنةً
وفى فصلِ الشتاءِ أموتُ ؟
أم أنَّ التى ستخبّئين السرُّ ؟
حدّثنى الرفاقُ فقلتُ : لا
لن يتركوكِ إذا رأوا عينيكِ
تتجهان نحو البحرِ
يمكنكِ البكاءُ الآن ..
بعد دقيقةٍ سأفِرُّ
معتذراً إليكِ بأننى متصوَّفٌ !
لكنهم سيحاصرونَكِ
عندَ أشواقِ المُغنِّى
ليس تُنجيكِ البلاغةُ
وحدها الأحوالُ
تُنجى مِن حِصارٍ
فاركُضى فى الوجدِ
واحتملى غيابى
لن تكونَ النارُ وردتَكِ
التى ستُقدِّمين إلى البلادِ
ولن يكونَ البحرُ نافذةً تُطِلُّ على صباحٍ
مثلما تتصوَّرينَ
البحرُ يعنى أننا متآمرونَ
وأننا سنخونُ
خانتنى البلادُ ؛ فلا تخونى
هل نسيتِ النيلَ ؟
( كان نهرُ النيلِ سِرَّاً
والغزالةُ وحدَها فى الأفقِ تفتنُ )
- أين يختبئُ الصهيلُ ؟
فأستدلَّ عليكِ فى منفاكِ
أو أسعى إلى أبويكِ فى حزنيهما
ببشارةٍ عن مستحيلكِ
أنتِ أرملةٌ بلا عينينِ
ترتقبينَ أن يصلَ المسيحُ على المحطةِ
والمحطةُ كان غادرها القطارُ
وليس ثَمَّ سواكِ
هل أنتِ الحقيقةُ ؟
والجموع مزيَّفون ؟
أنا الذى أشعلتُ قبلكِ فى البلادِ
النخلَ والأشجارَ ،
حدَّثتُ الشوارعَ والبيوتَ ،
وثُرْتُ فى وجهِ الغُبارِ
خرجتُ خلفَ مظاهراتِ الوَجْدِ أهتفُ :
يا بلادى .. يا بلادى
كان صوتى عبقرياً
والرفاقُ على الرصيفِ
يلوّحونَ .. .. ..
وينزفونَ .. .. .. !
تحسَّسى بيديكِ رائحتى
وشوقَ أصابعى
ونشيدَ من ذهبوا ؛
تكُنْ لكِ وردةٌ أخرى
إذا مِتْنا ستحيا
وردةٌ من نارٍ
احتفلى بها سِرَّاً وصلّى
ربما سنموتُ مصلوبَيْن
لا يدرى بنا الشعراءُ
أجراسُ الكنيسةِ فى بلادى
لا تدُقُّ لعاشقيها !
ربما سنموتُ حِتْفَ أنوفِنا
فيشيّدون سُرادقاتٍ للعزاءِ
ويذكرون جراحَنا فى الأرضِ
سيّانَ اغتسلنا أو تلاشى الماءُ
يا أختَ الحرائقِ
أنتِ رائعةٌ
ولكنَّ الحرائقَ لن تُضئَ
على يديكِ ..!

 

 

أشرف البولاقى

قـــــــنا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads