كنت أقفُ هناك
حيثُ أنسكاب الموت
يَتدلَّى بالدمع مِن عين السماء
كأسرابٍ مِن المطر المُبلل بالدماءِ
كنت هناك..
مع صراخِ
الأمهاتِ .. كان يَهبِطُ الليلُ
على رأسي بوزرِ ظلامهِ الكُحلِّ ..
ويَبدأ بِنتف ريش القصائد كيما تُحلق أجنحة الكتابة
حيث..
الحبر
يَتسربُ مِن فمِ
الأقلامِ نحو سواقي
المعنى البليد مِن ضيق الكآبة
كنت هناك
حيث .. يخرج
الموت خالعًا ثوب الحياة عن
جسد المدينة .. وهناك - دفن السلام- بقى سَرابة
كنت هناك
حيث .. الثوانِ المُهترئة
مِن مرور الوقت بالموتِ البطيء
حيث
كان ينفخُ البارود دخانهُ الدامي
على وجه بستان السعادةِ ويُقلِّب
الليلَ الكئيب مواجع الأيتام ...
ويُذَكِّرُ أراملَ الشهداء بالملامح والذكرياتِ
هناك
حيث الحائط
المنسي يُلَوِّحُ
بالبراويز المليئة بالموتى هناك.. حيثُ
أنسكاب
الموت يَتدلَّى
بالدمع مِن عين السماء
كأسرابٍ مِن المطر المُبلل بالدماءِ
