الرئيسية » » وحيدة أسكب الشاي من أجل شخصين | ترجمة وتقديم: عائشة الكعبي

وحيدة أسكب الشاي من أجل شخصين | ترجمة وتقديم: عائشة الكعبي

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015 | نوفمبر 24, 2015

وحيدة أسكب الشاي من أجل شخصين

ترجمة وتقديم: عائشة الكعبي





الهايكو هو نمط شعري ياباني، تفرع من أنماط شعرية أقدم، لكنه ازدهر وأخذ شكله التقليدي في القرن السابع عشر على يد شعراء عظام من أمثال باشو وأونتسورا . وتتكون قصيدة الهايكو التقليدية من سبعة عشر بيتاً، كل بيت يتكون من ثلاثة أشطر، مرتبة حسب عدد المقاطع الصوتية كالتالي: خمسة، سبعة، خمسة . 


وفي حين ركز الهايكو التقليدي على الطبيعة والمواسم واستخدام المشاهد اليومية للوصول إلى اللحظة الجمالية أو نقطة الاستنارة، فإن الهايكو الحديث الذي بات يكتب بكل لغات العالم تقريباً لم يستطع الالتزام بالقالب الياباني التقليدي، واكتفى بالنزعة التصويرية وتكثيف المعنى .


ترجمت أشهر قصائد الهايكو اليابانية إلى لغات عديدة منها العربية، إلا أنه نظراً لغياب الإلمام الكافي لدى بعض المترجمين بخصوصية هذا النمط الشعري، فقد خرجت بعض الترجمات مشوهة لا تمت إلى روح الهايكو بصلة .


هناك أيضاً شعراء اقتحموا تجربة كتابة الهايكو بالعربية . لكن أغلبهم، إن لم نقل جميعهم، نحوا إلى مواكبة الشكل الغربي الحديث من الهايكو، والذي لا يلتزم بالضرورة بعدد الأبيات أو حتى بعدد الأشطر في بعض الأحيان .


ولأنه من الصعوبة بمكان، الالتزام بالشكل الياباني القديم في كتابة الهايكو العربي، لأسباب عدة لعل أهمها اختلاف طبيعة اللغة، فقد حاولت في الأبيات التالية الاعتماد على المقاطع الصوتية في محاولة لتقريب الهايكو العربي من شكله الياباني الأصيل، الذي منه نشأ .


تلطمُ بابي عاصفةٌ رعديَّة أوصدُ قلبي


تُزمجرُ الرِّيح ستائِري تَرتَجف وقلبي أيضاً 


أمامَ الزُّجاج أنفاسي ضَبابية لا أُبصرني 


قطرةُ مطر على الجانبِ الآخر تستغيثُ بي ظلُّ شمعتي


كالموجْ، يعلو وَيهبِط


يُراقصني


مثل أرملة تَحقدُ على الحياة تَستشْرِسُ الريح 


إذا ما خَرجْت كي أتبعَ خُطاها ستلحقُ بي 


أُشعِلُ قلبي بفتيلِ الذكريات كي لا أنطَفئ


أنا وحيدة لكني أسكبُ الشَّاي من أجلِ شَخصين 


يعلنُ المِذياع: الأجواءُ مشمسة في بلد ما


على وَرَقة دمعة . وعلى أخرى قطرةُ مطر 


عينا جَدَّتي نافِذَتين، في بُرقع دفءُ غُربَتي


ضَحِكٌ صيني


ورائحةُ طعام شبيهةٌ به!


غناءُ المطر في سهولِ بلادي تكبيرةُ عيد


قمرُ الشتاء مبتلٌ مثل عيني حينَ لا أراه


هَسْهسةُ الرِّيح من خلفِ نَوافذي تُهدهِدُني


سنينُ الغربة شتاءٌ لا ينتهي بغيرِ عودة


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads