الرئيسية » » منذر مصري يكتب: سنبقى.. ولو وقعت السماء على رؤوسنا!؟

منذر مصري يكتب: سنبقى.. ولو وقعت السماء على رؤوسنا!؟

Written By هشام الصباحي on الأحد، 1 نوفمبر 2015 | نوفمبر 01, 2015

إذا سقط النظام أم لم يسقط... سنبقى... إذا كان ما حدث في سوريا (ثورة)، ثم شوهت وسرقت منذ سنتها الأولى وتحوّلت لحرب لا تبقي ولا تذر... سنبقى.

إذا استولت (داعش) على الرقة وتدمر ودير الزور، واحتلت (جبهة النصرة) نصف حلب وإدلب والجسر... سنبقى.

إذا تهدّم نصف سوريا، وبقي ثلث سوريا، وهناك هواء وماء وكلأ... سنبقى.

التقنين اليوم، /3/ ساعة كهرباء و/3/ ساعات إطفاء. وكان منذ فترة قصيرة /1/ ساعة كهرباء و/5/ ساعات إطفاء. وتعلمون أن هذا ربما يعود قريباً، فقد حصل هذا مرّات. بالنسبة لنا الكهرباء ليست مشكلة... سنبقى.

إذا دخل سوريا /50/ ألف محارب من لبنان والعراق دفاعاً عن المزارات الشيعية المقدّسة، و/150/ ألف محارب من الشيشان وأفغانستان وليبيا والبلاد الأوروبية، دفاعاً عن الاسلام الحنيف!؟... سنبقى.

إذا اعتبرت إيران سوريا خندق الدفاع الأول عن نظام ولاية الفقيه، أم أن اتفاقها مع الولايات المتحدة والدول الغربية على برنامجها النووي، قد سحبها من المعادلة... سنبقى.

إذا نزح وهاجر وتشرد نصف الشعب السوري. نحن البقية... سنبقى.

إذا كان أجمل من في سوريا، شبابها، ومبدعوها، وفنانوها، غادروا، وما عاد حولنا سوى المحبطين والقانطين والمستسلمين لمصيرهم. فإننا بانتظاركم... سنبقى.

إذا كان هناك خطّة لتفريغ سوريا، أو لتغيير واقعها الديموغرافي، كما يقولون، ثم تسليمها إلى هذا الطرف أو ذاك الطرف. بالتأكيد... سنبقى.

إذا كان أولادنا، يحيون ويعملون في الخارج، وأبطلوا عادة زيارة أهلهم، مرة أو مرتين في السنة، وبتنا نتواصل معهم وكأننا من عالم آخر، وهناك من يحسدنا على هذا... سنبقى.

إذا كان الدولار اليوم يعادل /340/ ليرة سورية، وإذا صار في المستقبل البعيد /1500/ ليرة سورية، كما هي اليوم قيمة أختها الليرة اللبنانية... سنبقى.

إذا تناقصت رواتبنا من /600/ دولاراً أمريكياً، إلى /50/ دولاراً أمريكياً... سنبقى

إذا صار ثمن كيلو لحم الغنم  /3500/ ليرة سورية، ومصيره أن يرتفع إلى /7000/ ليرة سورية، سنبطل أكل اللحم وأكل الكباب... وسنبقى.

إذا وضعت الأزمة السورية على سكّة الحلّ، أو إذا الأطراف كلّها كان من مصلحتها استمرار الحرب إلى أمد غير محدد. فإنه لا خيار لنا... سنبقى.

إذا استمر... في الحكم /6/ أشهر فقط، أم /18/ شهراً، كما تطالب روسيا، أم حتى نهاية دورته الرابعة /2028/  كما نص الدستور السوري الجديد. إذا كتب الله لنا العمر... سنبقى

إذا اتّفق على انتخابات شفّافة، وترشّح إليها أناس، منهم من نعرفهم، صوتاً وصورة، ومنهم من لم نسمع في حياتنا بأسمائهم، ثم نجح فيها، في النهاية، أحدهم، كائناً من يكون... سنبقى.

إذا كان التدخل الروسي لفرض حل عسكري بالقوة، أم أنه تمهيد لحل سياسي تتفق عليه الأطراف العالمية والمحلية كافة... سنبقى.

إذا غطّت السماء السورية الطائرات الحربية بأنواعها، الأمريكية والفرنسية والبريطانية والسعودية والكويتية والروسية والإيرانية والكوبية وبدأت حوادث التصادم والاشتباكات فيما بينها... سنبقى.

إذا تم المحافظة على وحدة الدولة السورية، من دير الزور إلى اللاذقية، ومن الرقة إلى درعا، أو إذا تقسمت سوريا إلى دويلات وكانتونات، هذه على رأسها الأمير فلان، وتلك يقودها القائد فلان، أقول لكم... سنبقى.

إذا كان من يحكم العالم أعضاءً في جمعية خيرية عمومية، أم رؤساء عصابات مافوية خاصة، لاهم لهم سوى خداع الشعوب وتخريب الدول نهب خيراتها... سنبقى.

إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية، لا تريد إزاحة الرئيس السوري، وكل همها الإبقاء على نظامه، أم أنه لا يهمها إلاّ إشاعة الفوضى غير الخلاقة والقضاء على كل نظام عربي تقدمي أعلن يوماً عداءه لها. إلى أين نذهب؟... سنبقى.

إذا كانت إسرائيل وراء الخراب الذي حلّ في سوريا، باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي لم تدخل دائرة التطبيع، وذات نظام داعم للمقاومة، أو أنها السبب الحقيقي في استمرار النظام وبقائه مكافأة له على الحفاظ على الهدنة المعقودة بينهما منذ إعادة القنيطرة المهجورة والمهدّمة إلى أحضان الوطن... سنبقى.

إذا مضى على بداية المأساة السورية /5/ سنين،  لم يبق سوى أشهر أو سنة سنتين على نهايتها، فهذا يعني، أكثر من أيّ وقت مضى، أننا... سنبقى.

إذا كان على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة، كما يقول محمود درويش، أم إذا لم يبق على هذه الأرض إلاّ ما يستحق الموت، فليس لدينا خيار آخر... سنبقى.

... سنبقى. سنبقى هنا، لا ندّعي أيّة بطولة، ولا أيّة مأثرة، نأوي إلى بيوتنا، مادام في جيوبنا مفاتيحها. نربّي أولادنا ما داموا معنا وبحاجة لنا. نقوم بأعمالنا، ولو بصبر ومشقّة، مادامت جارية. نتبادل مع جيراننا ومع من حولنا حاجاتنا وضرورات عيشنا، ما دمنا محكومين بالحياة مع بعضنا، كما كنا، وكما الآن، وكما سنبقى دائماً، ما دام هذا المكان، ما دامت هذه السوريا، وطننا الذي يجمعنا، والذي ليس لدينا سواه، مهما حاولنا!؟

... سنبقى

نقلا عن هنا صوتك
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads