الرئيسية » , » جنازات بيسوا الخمس.. خوان مانويل روكا | ترجمة وليد سويركي

جنازات بيسوا الخمس.. خوان مانويل روكا | ترجمة وليد سويركي

Written By هشام الصباحي on الخميس، 20 أبريل 2017 | أبريل 20, 2017

ترجمة وليد سويركي


يحدث أحياناً أن يلزمَ خمسة توابيت

حين يموت شاعرٌ،

كما يحدث أحياناً

أن يكون الشاعر بيتاً يحيا فيه أربعة شعراء آخرين،

يعملون على راحتهم، وينامون متى شاؤوا،

دونما دفع أُجرةٍ، ودونما تهديدات من الحارس.

في جنازة بيسوا، حضروا سرّاً، مثلما عاشوا؛

لم يحدث أبداً أنْ لامُوه على ضيقِ المسكنِ،

ومن الغريب أنّهم عاشوا في المعطف ذاته،

أما شعروا بالحاجة إلى حيّزٍ أكبر، الآن وقد تجمّدت الأشكالُ؟

لم نرَ بيسوا جالساً يثرثر مع أشباحِ جهاتهِ الأربع؛

ولم نرهم يمشون جماعةً إلى دكّان التبغ،

أو يتقاسمون ترمّلهم.

بيسوا وشركاؤه.

وتلك الطريقة في رفض الظهور في المرايا.

إنّني أغسل الماء،

وهذا يشبه أن نغسلَ سيولة الزمن

تحت الجسور،

أنا سبّاكةُ صنابير النّهر السريّةِ؛

أغسل الماء، وهذا يشبه

أن نعزف على قيثارة المطر،
أن نسرق من الزمن سُدوده،
إنّني أغسل الماء
كي تضاعف الشجرة ثمارها
في المرآة الهاربة؛
ولكي تغسلَ البنت العارية أو الطفل الذي يلتهم الخوخ المكتنز
جلديهما بجلدٍ من غيم؛
أغسل الماء كي يؤدّي غرقى العالم رقصتهم الخرساء
وسط فوجٍ من الأسماك؛
وكي يمشيَ العنكبوت مثل نبيٍّ صغير فوق البحيرة،
ألمس المياه وكأنّها شعر الكمنْجة
أنا المتعبّدة الصغيرة، عابدة الماء،
صاحبة العصا الصدفيةّ؛
من زمنٍ خُلقتُ
مثلَ الماء في العشب،
مثل الماء في الماء،
مثل الماء.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads