الرئيسية » , » سلة المهملات | لويس ماتيو ديث | ترجمة: توفيق البوركي

سلة المهملات | لويس ماتيو ديث | ترجمة: توفيق البوركي

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 13 نوفمبر 2015 | نوفمبر 13, 2015

 


إهداء:
إلى الصديق محمد أنديش


لويس ماتيو ديث
ترجمة: توفيق البوركي


كنت قد رأيت، على اقل تقدير، سبعة أو ثمانية أشخاص، لا يوحي مظهر أحد منهم بأنه شحاذ، يُدخلون أيديهم في سلة مهملات كانت متبثة إلى عمود إنارة قريب من موقف السيارات حيث اترك سيارتي كل صباح.

كان حدثا تافها، خلف عندي نوعا من البغض، لأنه من الصعب أن تطرد عنك صورة تلك العادة القبيحة خصوصا إذا فكرنا فيما يمكن أن تحويه سلة مهملات من مفاجآت قذرة.



كنت اعتبر وقوعي في ممارسة هذه الرذيلة أمرا غير معقول؛ لكن في تلك الصبيحة، وبعد جدال حاد نشب بيني وبين زوجتي ليلا، بسببه لم يعرف النوم طريقه إلى عيني.
أوقفت سيارتي كالمعتاد وبينما كنت أتقدم باتجاه مكتبي، جذبتني سلة المهملات بشكل عجيب كمغناطيس؛ ودون أن أضع في حسباني إمكانية أن يلمحني احدهم، أدخلت يدي فيها، بنفس العزيمة الخرقاء التي رأيت من سبقوني يقومون بها.

أن أقول بأن حياتي قد تغيرت بهذا الشكل، ربما أكون قد بالغت، لأن الحياة شيء أسمى من المادة ومن الحلول التي نصطنعها لتحمل حياتنا. الحياة، أولا وقبل قل شيء وفي رأيي المتواضع، إحساس بكينونتنا أكثر مما هي تقييم لما نملك.

لكن علي أن اعترف بأن أشياء كثيرة في حياتي قد أخذت منحى آخر.

تحولت إلى رجل موسر، انفصلت عن زوجتي وعقدت قراني على شابة حسناء، واشتريت ضيعة جميلة و يختا، كان بالنسبة لي دائما طموحا يستهويني، لم أتوقف عن هذا الحد فقط، بل أجريت زراعة شعر في أحسن مصحات سويسرا، قاطعا بذلك مع عقدة الصلع الرهيبة التي ورثها عن أيام الشباب.

كانت تذكرة اليانصيب التي كنت قد استخرجتها من سلسلة المهملات متسخة و مدعوكة، كما لو أن احدهم قد تقيئ عليها، لكنني عرفت كيف اضبط نفسي وان أخفي تقززي أمام الثروة التي تنتظرني خلال سحب أعياد الميلاد.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads