الرئيسية » , , , , , » خمسة أيّام لبناء عاداتكم الإبداعية | ترجمة: هيفاء القحطاني

خمسة أيّام لبناء عاداتكم الإبداعية | ترجمة: هيفاء القحطاني

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 16 نوفمبر 2015 | نوفمبر 16, 2015

خمسة أيّام لبناء عاداتكم الإبداعية
ترجمة: هيفاء القحطاني


 

ذات صباح وبينما كنت أتناول جرعة الفيتامينات اليومية فكرت: ليتني أعتاد الكتابة يومياً كما أتناول فيتاميناتي. بهذه الطريقة سأنتهي من العمل على كثير من الكتب. كيف يستطيع أحدٌ ما المحافظة على نظام كتابة يوميّ؟ الإجابة بسيطة: باتباع نفس نظام تناول الفيتامينات. بمعرفة أنّ تجاهل ذلك ببساطة سيضرّ بصحتكم الكتابية. استخدموا التمارين التالية لإيقاظ وتغذية كتابتكم بالعلاج اليومي والتدريب.

الاثنين: سحر التفاصيل

صمويل جونسون -كاتب ومعجمي وناقد إنجليزي من القرن الثامن عشر- شرح ذات مرّة لكاتب سيرته جيمس بوسويل بأنّ مؤلف السير يجب أن يمنح جلّ اهتمامه للتفاصيل الصغيرة التي تميز الشخصية وتظهر تفرّدها. سمع بوسويل النصيحة ليصبح كتابه “حياة جونسون” أحد أعظم كتب السير في العالم.

الخداع البصري الذي تقدمه التفاصيل للقارئ يمنح الكتابة حساً واقعياً. تفاصيل توقظ الحواس بصورة تطابق ما يعايشه القارئ في حياته اليومية وعلاقته مع الأشياء. وهكذا، يمنح الكاتب قارئه رحلة لا تُنسى.

جربوا هذا:

تخيلوا أنفسكم في غرفة مظلمة ومخيفة. قبو في منزل مسكون أو مدفن في الليل. استخدموا وصفاً تفصيلياً لإحساسكم في تلك اللحظة: الأصوات والروائح والصّور، كل هذا في مكان ضيق وإضاءة ضعيفة.

الثلاثاء: عن الدافعية

ما الذي يدفع الكتّاب لتكريس الساعات الطويلة الصعبة لكتابة القصص والمقالات والقصائد؟ بعض الكتاب دوافعهم نبيلة: ربيكا ويست تقول بأنها تؤلف الكتب لتتعرف على الأشياء. بعبارة أخرى، بغض النظر عما كنت تعرفه في موضوع معيّن فإنك ستحتاج للبحث والتقصي عنه وستكشف لك الكتابة ضآلة معرفتك. البعض الآخر يكتب لسبب نبيل أيضاً. يكتبون لمقاومة شياطينهم، يكتبون للهرب من فخ عاداتهم السيئة كالمقامرة وإدمان الكحول وأذيّة. من جهة أخرى، لا يحتاج المرء لمعرفة سيغموند فرويد لاكتشاف الدوافع الأقل نبالة وراء الكتابة. البعض يكتب للانتقام من شخص ما. أو يكتب لأنه يكره عمله الحالي ويبحث عن مصدر للمال يتيح له النوم حتى الظهر والسفر لأنحاء الأرض.

هل يهمكم معرفة الدوافع وراء إنجاز الكتابة أيا كانت؟ ربما لا. لكنها مفيدة في التعرف على دوافعكم الشخصية وطاقاتكم (وشياطينكم؟) التي تساعدكم على الكتابة. مواجهتها والتعرف عليها سيحرركم من عوائق الكتابة السيكولوجية. التعرف على دوافعكم يساعدكم على ترويضها وتطويعها لخدمتكم.

جربوا هذا:

في مفكرة اليوميات ابدؤوا الصفحة بـ ” السبب الحقيقي وراء رغبتي في الكتابة هو ..” اكملوا الجملة بسبب واضح ومحدد. كونوا صادقين مع أنفسكم.

الأربعاء: سعي للأصالة.

الكتابة الجيدة متناقضة. ليجد الكاتب التقدير لما ينشره يحتاج إلى مطابقة التوقعات باتباع القواعد العامة للكتابة والقواعد اللغوية وتطوّر الحبكة. في نفس الوقت يبحث القراء عن التفرد، سواء كان ذلك في طريقة معالجة المواضيع أو كسر القواعد كلها.

من حسن الحظ أن لكل منا نظرته الخاصة تجاه الأشياء. علينا فقط أن نثق بصوتنا المختلف وأنه سيتم تقديره من قبل القرّاء.

إنها فكرة مخادعة بطبيعة الحال: الابتداع مرغوب إنما بتوافق مع ما سبق وكتبه المبدعون. ولكن هناك ظروف وأسباب تساعد على كسر المألوف. فيرجينيا وولف وجيمس جويس –مثلا- استخدموا طريقة مبتكرة في الرواية. كانت الكتابة بطريقة “سيل الوعي” فكرة مذهلة لأنّ القراء اظهروا استعداداً لتلقيها. كانت فترة تطور في “التحليل النفسي” وهنا جاء الفنّ تابعاً للعلوم.

لكن عملية كسر المألوف الغير مدروسة ستبدو مفتعلة وعشوائية. أفضل طريقة للابتكار والبناء على المألوف تشبه الإضافة على محادثة أو حوار موجود مسبقاً. أدرسوها بعناية وركزوا أولا على الفكرة ثم اصنعوا طريقة التعبير الخاصة بكم وانتبهوا جيداً لصوتكم على الورق.

بدلا من التفكير في عبارة “كن مبتكراً” أو “كن مبتدعاً” فكروا في “لا تكن مقتبساً عن أحد”. بدلا من كتابة رواية خيالية تشبه “هاري بوتر”، اكتبوا روايتكم من الصفر. يمكن ملئها بالسحر إن أردتم لكنها ستكون قائمة على شخصياتكم المبتكرة والخاصة.

جربوا هذا:

اختاروا إطاراً تقليدياً من رواية رعب أو خيال –منزل مهجور مثلا أو قلعة- ثم اكتبوا أفكارا عن شخصيات نمطية وأحداث قد تقع في ذلك الاطار. بدلا من الأشباح اختاروا أن يكون هذا المنزل المهجور مخبأ لمسوخ نتجوا من العبث بالتركيبة الجينية للبشر، نصف رجل ونصف أي شيء آخر.

الخميس: توليد المحتوى من الأقوال المأثورة.

هناك قواميس جيدة للاقتباسات والأقوال المأثورة. في اللغة الإنجليزية “قاموس أكسفورد للاقتباسات” وهذا القاموس إضافة مهمّة لكلّ رف. هناك قواميس مشابهة في كل لغة بالتأكيد وكتب للشعر القديم والحكايات والأساطير المسجّلة، ابحثوا عنها.

الأقوال المأثورة والحكم تمثل قاعدة جيدة للانطلاق وكتابة القصص والمقالات والقصائد. قربوا منكم أعمال الكتاب الرائعة أمثال: شكسبير، إيمرسن، وثورو. الكتب السماوية أيضا مرجع مهمّ للغة والحكمة والكتابة، اقرؤوها بتعمق وانتباه وانطلقوا منها.

قراءة هذه الاقتباسات الشهيرة محرض جيد للكتابة. وطريقة ممتعة لتمرين المخيلة وتذكير أنفسنا بالحكمة التي تنتظرنا.

جربوا هذا:

1- تصفحوا كتاب للاقتباسات والأقوال المأثورة بشكل عشوائي واختاروا مقطعاً واستخدموه كنقطة انطلاق لقصة جديدة.

2- اختاروا اقتباسين متضادين للتعبير عن وجهات نظر شخصياتكم في القصة.

الجمعة: التخطيط الإبداعي.

الكاتب الذي يعتمد بشدة على التخطيط لبناء قصة أو مقالة ويتعامل مع المسودة كمخطط بخرائط دقيقة القياسات يعرض عمله لفقدان العفوية ويهدر طاقته الإبداعية. المبالغة في التخطيط المصغّر يظهر عقد ومطبات في نسيج قصّتكم. نريد أن تظهر القصص بسلاسة وعناصر مترابطة.

لماذا إذا نشغل أنفسنا بالتخطيط؟

• لأن ذلك جيد لنمسك بالبناء، لنبتدع المزيد من الأفكار.
• التخطيط المعتدل يمكن أن يتفاوت بحسب ما نجده مناسباً بين الإسهاب والاختصار.
• يمكن التحكم به وتعديله حتى نصل لصورة مثالية.
• التخطيط للكتابة يتمثل عادة في المسودة العفوية والعودة إليها لأكثر من مرة لضبط الإيقاع.
ويجب ألا ننسى أن عقولنا منظمة بطبيعتها، لذلك لسنا بحاجة لدفعها بشدة لتنظيم قصة نكتبها.

جربوا هذا:

1- اختلقوا مخططا لقصة مع تجاهل التسلسل المنطقي المعتاد. اكتبوا بحرية وعفوية. أضيفوا التعديلات على القصة لاحقاً واستمروا في ذلك حتى تتضح تماماً. العفوية في كتابة المسودة ستذكركم بمنعطفات وتحولات القصة التي قد تغفلها ذاكرتكم خلال الكتابة.

2- اكتبوا مسودة استكشاف. ستكتبونها بناء على المسودة الأولى التي ستصبح بمثابة الأساس للبناء. لا تقلقوا بخصوص الشخصيات والأحداث في هذه المرحلة، لأنها ستأتي لاحقاً. الهدف من عمل هذا هو وضع أكبر قدر ممكن من الأفكار على الورق قبل تبخر دافعيتكم للكتابة.




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads