الرئيسية » , , , , , , , » ســتة شــعراء مــن البرتغــال .... لـم أتعلـم المـوت والحيـاة أكثـر كلفـة | اسكندر حبش

ســتة شــعراء مــن البرتغــال .... لـم أتعلـم المـوت والحيـاة أكثـر كلفـة | اسكندر حبش

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 23 نوفمبر 2015 | نوفمبر 23, 2015

ســتة شــعراء مــن البرتغــال .... لـم أتعلـم المـوت والحيـاة أكثـر كلفـة 
في هذه الحلقة، نقدم ستة شعــراء آخرين، يمثلون بدورهم اتجاهات أخــرى في الشعر البرتغالي للقرن العشرين وهم فيتــورينو نيمــيزيو وميغيل تورغـا وروي ســيناتي وجــورجي دو سينا وهيــلدر مورا بيريــرا ولويــس ميغيـل نـــافا. 
ولد فيتورينو نيميزيو العام 1901 وتوفي العام .1978 حمل ديوانه الأول عنوان «حرف العلة الموعود» ـ وقد جاء بأسلوب شخصي جدا، غير متأثر بالشعر البرتغالي الذي كتب قبله، وباللغة الفرنسية ـ العام ,1935 وهو العام الذي رحل فيه شاعر البرتغال الكبير فرناندو بيسوا. ولد في جزيرة «تيرسيرا» (في منطقة الأسورس)، ومارس مهنة التدريس الجامعي في جامعة «مونبلييه» الفرنسية. أما ميغيل تورغا فقد ولد العام 1907 في إحدى القرى الريفية الفقيرة في شمال البرتغال. كان في الثالثة عشرة من عمره، حين غادر «الدير» حيـث كان ينوي أن يصبح كاهنا، ليرحل إلى الــبرازيل، حيث عمل هناك في الزراعة لمدة 5 سنوات، تابع فيها أيضا دراسته الثانوية. بعد عــودته إلى البرتغال، تابع دراسته ليتخرج طبيبا، وكان قد بدأ ينشر قصائده في بعض المجلات الأدبية، بيد أنه سرعان ما ابتعد عنها، إذ لم يكن ينوي الانخراط في أي تيار أدبي، ليتابع خطا فرديا خاصا، حتى نهاية حياته. له عشرات الكتب الشعرية، توفي العام .1995 

في العام ,1915 ولد روي سيناتي. درس الانتروبولوجيا والاتنوغرافيا، وعاش لسنين عديدة في «تيمور» (التي كانت تشكل جزءا من «الإمبراطورية» البرتغالية)، ما وسم شعره بمناخات تلك البلاد. تغذى بالثقافة الإنكليزية وبنى شعرا بلغة بسيطة ومباشرة. توفي العام .1986 

ما بين (1919/1978)، عاش جورجي دو سينا عرف بمــيله إلى البحر، فعمل بحارا لفترة من حياته، قبــل أن يعمل في الهندسة، مجبرا على ذلك. أحد المعــارضين لنظام سالازار، من هنا اضطراره لأن يختــار المنفى فعاش في البرازيل منذ العام 1959 حيــث درّس الأدب البرتغالي والبرازيــلي قبــل أن يتــوجه إلى الولايات المتحــدة. كــتب البحث والمســرح وترجم العديد من 
الروائيــين والشعـراء إلى البرتغالية. 

ولد هيلدر مورا بيريرا العام .1949 شاعر التفاصيل اليومية في الخارطة الشعرية البرتغالية الحديثة، أي شاعر اللا أشياء المكتوبة بأسلوب سيال وبلغة أشبه باللغة المحكية. شعره يقترب من التعبيرية أيضا، ترجم العديد من الكتاب إلى لغته الأم من أبرزهم بورخيس وهمنغواي ودي. أتش. لورنس. 

ولد لويس ميغيل نافا العام ,1957 واغتيل في بروكسيل (بلجيكا) العام ,1995 وهو بعد في الثالثة والثمانين من عمره، في ظروف غامضة، قيل إنها «ظروف بازولينية» (نسبة إلى بازوليني). كان نافا أحد الأصوات الواعدة في الشعر البرتغالي المعاصر. 
هنا قصائد لهم. 

فيتورينو نيميزيو 

من وقت إلى آخر... 
من وقت إلى آخر، أجمع الذكريات كي أموت. 
لا أحب الرحيل من دون شيء. 
ذات يوم ستأتي الحياة إلينا، من ثم ترحل: 
الحياة، التي ليست هذه الحرارة الهاربة فيّ، 
ولكن يد ماهرة: تحملنا، 
والموت، يعني أن نُحمل. 
أعرف جيدا أن هذا، وان كنت أجهله، سيسر الله! 
سبق ان قدت روحي إلى ضفة شيء شاسع ومغلق، 
شيء مثل نهر، شعور الأعماق المطفأة 
حيث لا شيء يدفع شيئا لا بوضوح ولا بحدّة 
ـ أسئلة اليسار، الوسط، الشمال، الجنس. 
حينذاك أنسى نفسي في هذه النواحي. 
لكن بعد أيام قليلة فقط، أفقد كل شيء. 
ربما تركت جسدي في مقصبة هذه الضفة 
الحقيقية. 
وهكذا، لا؛ 
هكذا، من دون جسد، لا يعطى الإنسان غنيمة؛ 
أعرف فقط أن الله كان أبكما 
والسماوات، سريّة. 
قلبي منقبض. 
قسوة الله مع الموتى، في الحلم، 
تؤلمني 
ـ متطوعو الوجود، الأوفياء الحقيقيون. 
لا أحد يعلمنا الموت، 
والحياة مكلفة جدا. 
الحياة، نعرفها جيدا !آه، ليحملوني دائما على ضفاف النهر! 
ـ لا لأعود، ولا لأذهب بترو، 
لكن كما القشة التي يحملها عصفور جوال: 
قشة منسية بين ريشه، 
لا في منقاره الحاد واليقظ، 
ستكون الرغبة عندها. 
يصيبني النور الذي من دون ألوان قاسية، 
معرفة الموت والحياة، 
حين يتحدان معا، 
مثل قرني ثور يتناغمان مع سلام المساء. 
........................................ 

ميغيل تورغا 

حرب أهلية 
أناضل ضد نفسي. 
ليس لي أي عدو آخر. 
ما أفكر به، 
ما أحس به، 
ما أقوله، 
ما أفعله 
يطالب بالعقاب 
ويقطع الرمح في يدي. 
اتحاد غريب 
بين الطفل 
والراشد 
ما أنا عليه شتيمة 
للذي لسته؛ 
وأصارع هذا الشكل 
الذي استثمرني بخيانة. 
بائس أنا، بجنون أم بدونه، 
أطالب الحياة بحياة أخرى، بمغامرة أخرى، 
بمصير آخر غامض. 
لا أسير في هذه الحياة كمنتصر 
ولا كمهزوم. 
أعتدي على الرجل، على الطفل، الذي فيّ. 
........................... 

روي سيناتي 

تلاشى النعاس 
تلاشى النعاس، أنظر إلى الماء 
من عيني المتعبتين؛ 
هنا، في الخارج، طنين عصافير 
يذكرنا بالعطور الرطبة. 
النور المرتفع يجرح البيوت 
ببياض الثلج، بيوت منسابة؛ 
جسدي حقل جاف تسقط 
فيه النجوم الرطبة. 
انعكاسات أحلام متلاشية 
تحدد أفكاري 
تأتي أغصان شجر لتخفي 
صمتا عتيقا. 

جورجي دو سينا 

أعرف الملح 
أعرف ملح جلدك الجاف 
مذ أن أصبح الصيف شتاء 
ملح الجسد الذي يرتاح في التعرق الليلي. 
أعرف ملح الحليب الذي شربناه 
حين من فمينا انكمشت الشفاه 
وحين خفق قلبانا في أعضائنا الجنسية. 
أعرف ملح شعرك الأسود 
أو الأشقر، أو الرمادي الذي يلتف 
في هذا النعاس ذي الانعكاس المزرق. 
أعرف الملح الذي يبقى في يدي 
مثلما يبقى العطر على الشطآن 
حين يعود الجزر أدراجه. 
أعرف ملح فمك، ملح 
لسانك، ملح نهديك 
وملح طولك حين يصير وركا. 
كل هذا الملح، أعرف، بأنه منك فقط، 
أو مني فيك، أو منك فيّ، 
نثار كريستالي لعاشقين متعانقين. 
........................................ 

هيلدر مورا بيريرا 

أغادر هذه الأمكنة 
أغادر هذه الأمكنة 
ولا أحمل معي شيئا، ولا حتى 
هذا الإله القاسي 
الذي يهب البندق إلى ذاك 
الأدرد. أنا حزين. 
لا أحمل البرتغال هذه 
في قلبي. أشعر بنفسي 
أشك في كل شيء. حزين. 
حزين جدا لدرجة أنني سآكل 
فقط، الفاكهة وسأدخن 
وسأفكر مما كانت عليه مفاجأة 
الحب الذي يحيلني حزينا. 
..................... 

لويس ميغيل نافا 

الجوع 
هنا، حيث اليد لا 
تصل قاطع الحياة، هنا 
وحدها تلمع الوحدة. 
الذكريات تحلل على الزجاج. 
هنا، حيث البياض 
المنديل هو بياض المصيبة، 
هنا حيث الوحدة 
لا تلمع، فقط إن 
تلوت. 
يتكلم الجوع عبر الندوب.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads