الرئيسية » , » الرجل ذو القرنفلة الحمراء | يانيس ريتسوس / Yannis Ritsos |ترجمة ممتاز كريدي

الرجل ذو القرنفلة الحمراء | يانيس ريتسوس / Yannis Ritsos |ترجمة ممتاز كريدي

Written By هشام الصباحي on الخميس، 3 سبتمبر 2015 | سبتمبر 03, 2015

في 30-3-1952 نفذت الفاشية العسكرية اليونانية حكم الاعدام بالقائد العمالي "نيكوس بيلويانيس" وثلاثة من رفاقه بعد محاكمة استمرت من 19- 10- الى 16- 11-1951 .

اثناء المحاكمة اهدى احد المتهمين الى رفيقه بيلويانيس قرنفلة حمراء اخذها هذا والابتسامة تعلو وجهه وظلت القرنفلة ملازمة له طوال ايام المحاكمة. خلد "بيكاسو " بيلو يانيس وقرنفلته الحمراء بعمل فني كما كتب الكثير من شعراء وادباء العالم عن الموضوع نفسه. من روائع

**

المعسكر صامت هذا اليوم

الشمس ترتعش على سور الصمت

وترفرف كسترة القتيل في الاسلاك الشائكة.

.

جرس كبير انزل وها هو يجثم

على الارض يخفق في نحاسه قلب السلام.

انصتوا: اسمعوا هذا الجرس

اصغوا : الشعوب تمر حاملة على اكتافها

النعش العظيم- بيلويانيس.

.

القتلة يتسترون وراء خناجرهم

تنحوا يا قتلة‘ تنحوا جانبا..

فالشعوب تمر حاملة على اكتافها النعش العظيم‘

نعش بيلويانيس.

.

رموهم بالرصاص‘قتلوهم

نسمة ريح مرت خلال نفق الصمت الاسود

جاءتنا بالخبر: قتلوهم رميا بالرصاص.

.

مصباحان منسيان يفقدان البصر

عند بوابة النهار...

رموهم بالرصاص.

"بتروس" الذي كان في الفناء

يحلق ذقنه امام مرآة جيب

تسمر ويداه في الهواء

امسك بآلة الحلاقة كما لوكان يمسك باصبعيه

يد العالم يجس نبضه

و"فانجيليس " الذي كان يتناول فطوره

غص بالخبز كما لو كان ابتلع حجرا

وطعم الشاي كان مرا هذا اليوم.

.

سمعنا ضجيج عربة كبيرة توقفت..

في الشارع‘ عجلة اصطدمت بصخرة

لعلها كانت عجلة التاريخ.

العجوز التي كانت تنظف بدلة يوم الاحد

في شرفة بيتها

بقيت كالمتحجرة‘ وكأنها ادركت

بأن هناك ما هو اكثر سوادا من اللون الاسود‘

ظلت مذهولة وكأنها ابصرت راية سوداء

مرفوعة على سارية الزمان.

.

لعلها كانت عجلة التاريخ

رموهم بالرصاص

فمادت الارض وارتجت اركان السماء

وتحركت دعامة السقف واهتزت

المصابيح المدلاة منه..

كالحنجرة في بلعوم من غص بعبراته.

.

رموهم بالرصاص

اي حدث فذ ان يرى المرء

العجول والخراف معلقة في دكان..

الجزارساكنة لاتبدي حراكا..

وبدت كما لو كانت تنكس رؤوسها قليلا

لتنصت الى نهر عميق في جوف الارض

انصتوا!اسكتوا! لقد قتلوهم.

.

عددنا على الاصابع: بعد غد

نعم بعد غد سيحل شهر نيسان

وظننا: اننا سنجد كثيرا من الابر الذهبية

ولفائف الخيوط في سلة الربيع..

نرتق بها ضحكة الطفل ونزيل تجاعيد الام

ونرمم ساقا مكسورة وجمجمة مهشمة.

هكذا كان املنا

.

قلب مشتت- هنا الخبز والقبلة وهناك الواجب-

لمن واحدا سيصبح ذاك القلب. هكذا اعتقدنا‘

فبعد غد سيحل نيسان

وتحت اشجار السلام سيتبادل الناس التحية

خلال خيوط اشعة الشمس

ولسوف يسد النور براحة يده المبسوطة..

فوهة البندقية المنتصبة لتنخفض صوب ..

الارض ترسم دائرة صغيرة كالنقطة

تحيطها خطوط كثيرة-خطوط اشعة الشمس-

كالتي يرسمها الاطفال على الرمال

.

عددنا على الاصابع

بعد غد سيحل نيسان وعيد الفصح

ويتبادل الناس قبلات الحب

ام هم فقد رموهم بالرصاص .

.

لعلها كانت عجلة التاريخ‘

رموهم بالرصاص

فمادت الارض وارتجت اركان السماء

وتحركت دعامة السقف واهتزت

المصابيح المدلاة منه

مثل الحنجرة في بلعوم من غص بعبراته.

.

رموهم بالرصاص!

اي حدث ان يرى المرء

العجول والخراف معروضت في دكان..

الجزار لا تبدي حراكا..

بدت كما لو كانت منكسة رؤوسها قليلا

لتنصت الى نهر عميق في جوف الارض.

انصتوا‘ اسكتوا! لقد قتلوهم.

*

ترجمة ممتاز كريدي



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads