الرئيسية » , » الجنـدول الحـزين رقم 2 | تومـاس ترانسـترومـر | ترجمة علي ناصر كنانة

الجنـدول الحـزين رقم 2 | تومـاس ترانسـترومـر | ترجمة علي ناصر كنانة

Written By هشام الصباحي on السبت، 28 مارس 2015 | مارس 28, 2015

الجنـدول الحـزين رقم 2


(1)
عجوزان، الحمو والخَتن، ليسزت وفاغنـر، يعيشان بمحاذاة
       قناة غرانـد
مع المرأة المتململة المتزوجة من
    الملك ميـداس
ذلك الذي يحوّل كلّ ما يلمسُهُ إلى فاغنـر.
الزمهرير الأخضر للبحر يتسرّب من خلال الأرضية إلى القصر.
ذو سيماءٍ هو فاغنـر، المهرّج المعروف أكثر تعباً
  من ذي قبل
الوجهُ رايةٌ بيضاء.
الجندول مكتّظٌ بحيواتهم، ذهاباً وإياباً لمرّتين ثمّ ذهابا.

 (2)
تنفتحُ نافذةٌ في القصر
     الريحُ المفاجئة تجعلهم يكشِّرون.
في الخارج
يظهر على الماء جندول التنظيف يجدّفـه
    شقيّان لكلٍّ مجداف
ليسزت دوّنتْ عدّة أكوردات ثقيلة جداً
    مما يتعين إرسالها
إلى المحطة المعدنية في "بادوفا"· للتحليل.
نيـازك!
أثقل من أن تستقر، يمكنها فقط النـزول والنـزول من خلال
   المستقبل إلى الأسفل
حتى سنة القمصان البنيّة·.
الجندول مكتّـظٌ بأحجار المستقبل المتراصّة.

 (3)
منافذ إلى 1990.

25 مارس. قلِقٌ من أجل ليتوانيـا.
حـلمتُ بزيارة مستشفى كبيرة.
لا موظفين هناك. الجميع كانوا مرضى.

في الحلم ذاته ثمة فتاة مولودة للتو
تحدّثتْ في جمل صحيحة تـماماً.

(4)
بمحاذاة الختن الذي هو رجل العصر كان ليسزت نبيلاً مهترئاً.
        إنها حلّة تنّكر.
العمقُ الذي يلبسُ وينـزعُ أقنعةً مختلفة اختارَ لهُ   
       هذا القناع تحديداً-
العمقُ الذي يريد أن يدلفَ إلى البشر دون أن يُظهِرَ
      وجهَهُ.

(5)
آبـَه ليسزت معتادٌ على حملِ حقيبة سفره بنفسه عبر الثلجِ الماطر
   وأشعةِ الشمس
وحين سيموت ذات يوم ليسَ ثمّة مَن يقابلهُ في
    المحطـة.
نسيمٌ معتدل من كونياك جدِّ موهوب ينقلهُ بعيداً في صميم
   مهَمـة.
على الدوام لديه مهمّات.
ألفا رسالة في السنة!
التلميذُ الذي يكتب الكلّمة المخطوءة إملائياً مئات المرّات
    قبل أن يُسمَحَ له بالذهاب للبيت.
الجندول مكتّـظٌ بالحيـاة، إنه بسيط وأسود.

 (6)
عودة إلى 1990.
حلمتُ بأنني قطعتُ عشرينَ ميلاً بلا جدوى.
حينئذٍ تضخّمَ كلّ شيء. عصافير كبيرة كالدجاج
غرّدتْ حتى صمت المسامع.

حلمتُ أنني أرسمُ مفاتيح البيانو
على طاولة المطبخ. عزفتُ عليها، عزفاً أخرس.
الجيران هرعوا للاستماع.

 (7)
النوابض التي صمتتْ طوال بارسيفال · (بَيْدَ أنها أصغتْ)
     أمكنها أخيراً أن تقول شيئاً.
تنهّدات… توقفّات
عندما يعزفُ ليسزت هذا المساء يضغط على دوّاسة البحر
حتى تصعد قوّة البحر الخضراء من خلال الأرض وتطوف
    مع جميع أحجار المبنى.
عمتِ مساءً أيتّها الأعماق الجميلة!
الجندول مكتّظٌ بالحياة، إنه بسيطٌ وأسود.

 (8)
حلمتُ بأنني سأشرعُ بالدراسة ولكنني جئتُ متأخراً.
جميع مَن في الغرفة وضعوا أقنعةً بيضاء على وجوههم.
لا يجوز الإبلاغ عمن كان هو المعلم.


عنـد حلول رأس السنة 1882 / 1883 زارَ ليسزت
ابنتـه كوسيما وزوجها، ريتشارد فاغنـر، في البندقية.
فاغنـر ماتَ بعد عـدّة أشهر. أثناء الزيارة ألّفَ ليسزت
مقطوعتي بيانو، تمّ إصدارهما تحت عنوان (الجندول الحزين).
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads