كل صباح يقطع هذا الشارع
لا يحمل شيئا تحت إبطيه
أحيانا يتوقف أمام محلات النساء
يشرد قليلا في رغوة الدانتيل
يبتسم وهو يلتقط نفسا حارا انزلق فوق صدر المانيكان.
حين دخل المحل حاصرته قطع الإكسسوار
وروائح العطر
تذكّر أنه يعيش بمفرده
أن قصيدته كثيرا ما تخونه مع بائعة الورد
تخرج بمفردها
وتترك له ورقة مطويَّة تحت الوسادة
عن مواعيد الدواء
وخلطة الأرز بالمكسَّرات
في سذاجة يبتسم للزبائن
كأن خيطا من النور يشد قدميه
كأنه خرج للتو من محبس بلا جدران
لكنْ حين اقتربت منه العاملة بدلالها المعهود
تذكر أن المحل لا يبيع أقفاصا
ولا عصافير
أنه لا يلزمه شيء .