الرئيسية » » ضد رغبتي | أحمد المريخي | العدد الثلاثون | كتاب الشعر

ضد رغبتي | أحمد المريخي | العدد الثلاثون | كتاب الشعر

Written By هشام الصباحي on السبت، 6 أبريل 2013 | أبريل 06, 2013



ضد رغبتي | أحمد المريخي | العدد الثلاثون | كتاب الشعر  


آلو

يا أصدقائي الذين أُحبُّهم كما أحبتني أمي:
آلووووه

أحمد المريخي في مطلع  2004
 
 
 
تصدير

كان يمكن لنا أن نصبح عائلةً واحدةً..
لكننا فكَّرنا في ذلك على انفراد.


الانبلاجات*
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* حالات متوازية (كُتبت فى الفترة من 1995: 1992م)

أنا طيبٌ فاجتنبوا صفائي.


الابتسامةُ التي فرضها المصوِّرُ
على وجهي فى العام الماضي..
أفسدتِ الصورةَ التي رسَمَها اللهُ لي منذ ثلاثين عاما.

 

وأنا
أُعرّي صدري للسما..
نَدَتْ نَجْمةٌ؛ قالت:
لماذا تُعرّي للسما.../
ـ كي تدخلي،
"فدخَلتْ نَجمةٌ غير التي.../
 يا نَجْمَةٌ؛ لِمَ تدخلين؟
قالت: ولمَ تعرى للسما جسد السنين؟!
ـ كي تهبطي،
فهبطتْ نَجمةٌ غير التي.../
يا نجمةً؛ لم تهبطين؟
قالت: ليس بعدُ: ليس بعدُ:
يا أيها الولد الحزين..!

 


عاريًا جئتُ
إلاَّ مِنَ الذي به عُلِّقتُ..

 

راضعٌ من خبز أمي زُبداً وإداما
وحين انفلاتِ الرجولةِ من جسد الغلام
تبخر الزُبدُ.. ففاح الإدام.

 

ورسمتُ شجرةً
علّقتُ فيها الربيعَ..
ولمّا جاء الخريفُ استدارتْ
مرّتْ على مرفقىّ وقالت: سلاما!!

 



وفي المساء..
أوقدُ أحلامي
كأرملةٍ تتحسَّسُ أطفالها في المنام.

 


تحركتُ ضدي
فقابلت ضدي
وصرنا ضدين.. ضدي!!

 


ثمّة شيءٌ يؤخذُ على
أشعرُ أنَّ الكونَ محايد
وأنا قد أنحازُ إلىّ.

 

أخبرتُهم أن الذي
قد مات.. مات
وأننا لمَّا نزل..
نحاولُ الحياة.

 


ليس سواه
يسرقُ مَنْ سوَّاه.

 

و"لله أن يبقى"
ما دُمنا
نتسرَّبُ من أرواحنا
بدناً.. بدنا!

 

ووقتا ما
سأحاولُ أن أموت
لكننى لن أستطيع
ربما لا أخشى الموت
ربما أخشاهُ
ووقتا ما
إما سيقتلني
أو سأنساهُ!

 


 ..................!
 وَمنْ يرفضُه الموتُ
ماذا تفعلُ به الحياة ؟!
 ..................!
 يواريه التراب وينبشُ..


يريدون أن أُعلِّلَ موتى!!
...................،،
وبماذا أُعلِّلُ روحَ السمكِ خارج المياهِ إذا
كان كوردةٍ لا يذبل رحيقُها أبدا؟

 

ثُم لن تقومَ الساعةُ الآن!!
.....................
....................
(لن تقوم الساعةُ إلاَّ على الأشرار)*
أمّا أنتم: أنتم طيبون
طيبونَ إلى.. درجةِ الخُسران.
ـــــــــــــــــــــــــ
من حديث نبوى

 

 ومَنْ يشتري الأرض..
من يزرع وردةً يشربُ أريجَها الميتونَ..
فينفضونَ حيادَهم
من يرعى حمامةً تحتاجُه؟
 .........................
  .........................!!
ـ إذنِ اصطفاك اللهُ..
تعيشُ مُشردا
إلى أن يجيء وراءك المستقرونَ..

 

الأرضُ استوت
لكن الطرحَ..
دُخان.


أصحو في الحافلة
من حَوْلي.. حَوْلي
والحافلةُ هي الحافلةْ.

يا أيها البردان
آن الأوان
فاخلعْ رداءك
كي نُغطّى به الوطن.


و(يا أيها الوطنُ المسافرُ في دمي)*
سأكتفي بسذاجتي
وأقولُ
إنّك
مُنزلي!
ـــــــــــــــــــــــــ
تعبير دارج عند كثير من الشعراء



اكتملتْ أسلحتي بعد أن انتهت الحروب.

 

دعكَ من الحكمةِ..
رَجْرج
هذا الكونَ ودحرجهُ برؤاك
سوهِ بهمومك..
همٌّ قَدامٌ، وهَمٌّ رواحٌ، وهَمٌّ
يستأهلُكَ لحربٍ قادمةٍ وطريق.

 

صاح المجنونُ في المقهى: "الكريمُ لا يُضام"
فدسَسْتُ في يدِ الشحاذ ما لم أره
ودلفتُ أصرخُ في المقاهي:
الكريمُ..
لا..
يُضام.

قال المجنون في المقهى: (سُر مَنْ رأى)*
قلت: يا مجنونُ تُتعِبُني عيوني!
قال خُذ عيونَ العبدِ يا ألله
قال الله: لا؛
سَلِمتْ عيونٌ مسَّها صوتُ الجنونِ!

قال المجنون: قُلْ
قلتُ يا مجنونُ أنا.../
قلْ
قلتُ أنا يا.../
قلْ
قلتُ اتئد؛
ضعيفٌ هو الدودُ لكنهُ
إذا ما نغى
يفني جسد.
ــــــــــــــــــــــــــ
من المواقف والمخاطبات للنفَّري.



كنتُ أكتبُ لأنني مُندهش!!
   رغم ذلك*
     ــــــــــــــــــــــــــ

    * (كُتبت القصائد فى الفترة من  1998: 1993م)

 

* تشخيص

.. وعندما فتحتُ قميصَ حبيبتي
لم تكن هناك مفاتنٌ
كان الجيلُ الذي يعيشُ هزيمةً حقيقيةً
يواجهُ الجيلَ الذي يندِّد بانتصاراتهِ
فلا تلوموا حبيبتي
عندما أفتحُ قميصها،
وتفتحُ قميصي،
ونحققُ معارك صغيرةً
لا تشبهُ الانتصارَ الزائف!

 

* تخطيط

.. وفى لحظةٍ كتلك؛ بعد قيامةٍ قادمة
يجيءُ رسولٌ
يردِّدُ كلماتٍ تشبهُ كلماتي
وفى حياةٍ تشبهُ هذه الحياة
يقول لكم- يا ناس-:
حاولوا أن تلمسوا السماء بأصابعكم،
فهذا من الإيمان.
وإنْ استطعتُم أن تخدشوها
لا تؤجلوا جَرأتكم؛ عسى أن تظفروا بما لم تُدركوا
يقول لكم أيضا:
اخلعوا حيادكم، وحاوروا الله كلَّ ليلٍ
كي تزدادَ معرفتُكم:
يا ناس- ماذا تبتغون من سكونكم
إن كنتم تتأملون اطرحوا نتاجكم
قبل أن تسكنوا أبدا-
وإن كنتم ساكنين بطبيعتكم
اصَّاعدوا شيئاً فشيئا
قبل أن يأتي رسولٌ
يسخرُ منكم
في حياةٍ تشبهُ هذه الحياة.

 

* المستحيل

يجلسُ فوق مقهانا
يحكي عن لوحةٍ له
 كيف أسقطَ الإطارَ عن كونٍ بهيمٍ،
وعن طفلٍ يدلقُ أحشاءه أمامنا،
حيثُ تتشكَّلُ خارطةٌ؛
"بها بهاءٌ غريبٌ
يقفُ له المارةُ..
يحملقون فى شغفٍ،
ويعجبون من جبلٍ سيّدٍ ومن سهلٍ وحقولٍ وبيارقَ"
تتحدثُ عن عصفورةٍ
تجمعُ حولها يمامًا؛
"كلُّ يمامةٍ تفتحُ عُشَّها في شبَقٍ"
فينتشي الولدُ؛ "يداعبُ أفراخَهُ،
وفى مقهى على قارعةِ الطريقِ..
يُشهِرُ في أوجهِ الناسِ الدخانا"
كأنه يتخلى عن صمته؛
يُمسكُ الريشةَ
فيتعانقُ الخلقُ
وينسحبُ الربُّ في حبورٍ ويقول:
"هذه جنتكم التي كنتم توعدون".

* القيء
الإحساسُ الدائم بالقيء،
العظامُ التي تختلُّ من وخز الشتاء،
والقلبُ الذي أنهكه البرُش؛
"لم أكن مسجوناً سياسياً ربما تحترمونني،
لكنني
غازلتُ بنتاً في طريقٍ جانبيّ
أراد الشرطيُّ أن يظهرَ في عينيها فأدخلني أسوأ شتاءات القاهرة"
هذا مجردُ تفسيرٍ لجسدي!
*** 
ربما لأنني حقيقيٌّ
لم ألثمْ مرةً شَفةَ حبيبتي
وذات يوم سألتُها: هل من طعمٍ لأحمر الشفاه؟
أجابتني كمن يقولُ (من يهن يسهل الهوان عليه)*:
من يَذُقْ.. يعرف!
وكان اللقاءُ القادم أتى..
رحتُ أستدرجُها إلى وردةٍ
وصورةُ الشرطيِّ في عينىَّ ماثلةٌ-
بوعىٍّ قالت: شكراً لسذاجتنا..
فقد أكسبتنا معرفةً جديدةً.
***
ربما لأنني أريدُ أن أعيشَ مثل جيلي:
"جسدٌ من الإحباط يحتضنُ الأمل"
ربما الاحتلالُ الذي يشعر بي
ربما الذاكرُة التي تخشى الفضيحةَ
ربما الجملةُ التي لكزتني
ربما صورةُ الشرطيّ
ربما لأنني حقيقيٌّ..
ثلاثون عاماً من الجسد تسقطُ
ثلاثون عاما تحتلُّ كلَّ شيء..
حتى الكتابةَ التي أظنُ اسمها:
"الإحساس الدائم بالقيء".

* عن أبي الطيب المتنبي
 
* هكذا
 كلُّ شيءٍ صار قاسياً
حتى العربة التي انفردتْ بالسائق
تضنُّ عليه بالحياة
فيمسى هكذا؛
إذا أشارَ لعربةٍ تقفُ مُشفقةً
وإذا صعدَ الباصَ أخلوا له مقعدا
بينما تنتظرُ عيونُهُم ابتسامتَهُ
كي تمطرَهُ بالعذابِ المُهين.

 هكذا الشجرةُ التي كانت ظلالُ العابرينَ تستحمُّ في جسدها؛
ابتلعتِ الأرضُ ظلاَلها،
 ونامت أغصانُها تحت الجذوعِ،
فمارَسَ الريحُ لعبَتهُ..
كرملٍ يسحبُ خُفَّهُ من قدمِ ناقةٍ شاهقةٍ.

وهكذا
خلعتْ آخُر سيجارةٍ جسدَها في دمي
وحبيبتي تحملُ حقائبها
وتوصدُ البابَ جيداً،
 والمسافةُ- لمَّا فتحتُ البابَ-  شاهقةٌ
لكنني
تساقطتُ كرمادٍ
وروحي في حقائبها؛
وهكذا ابتزني صديقي الذي آب لي كأرنبٍ مذعورٍ
يعرفُ أن سيدةَ الدارِ تتربصُ به
 وأن لحمَهُ حلالٌ.
لكنني
صدمته بـ (هكذا)
 وهكذا صار كلُّ شيء.

 

* وحدي

.. رَسَمَ على برديةٍ قديمةٍ صورَتهُ

وتركني هزيمةً كجنوده الموتى

 أطفالي يسألونَ: لماذا خلَّفتنا:

لماذا مثل هزيمةٍ تبقى،

ومثل انتصارٍ.. لم تتعد طَعْمَ مقاومة ؟!

 

.. وحدي

 وهم يكوِّمون الترابَ فوقى

 وإذ يصعدونَ؛

مسافةٌ تبقى

فيسّاقطونَ بدنًا بَدَنا

وأنا- لأولِ مرةٍ- أنبشُ برديةً قديمةً

خلَّفتنا هيكلاً واحدا! 

 

* وحدي أيضا 

،، ويضيعُ وجهي بينكم
مثل رجلٍ
كلّما تخلَّصَ من أعبائهِ
فَقَدَ من أعضائهِ بَدَنا
حتى تكوَّمَ في الرصيفِ
يسألُ العابرينَ:
لماذا
يخافُ
الموتُ
مِنّى ؟!

 * رغم ذلك

دحرجَ أنبوبةَ الغاز ..
ومشى الطفلُ الصغيرُ يشمَّر أشياءَهُ
وفى أقربِ نقطةٍ قديمةٍ دلقَ قلبَهُ ؛
 لم تُحدِّثهُ التي (كانت تَشُدُّ الخَصَر كلَّ صباحٍ)*
لكنها بنظرةٍ
لوَّنتِ الرصيفَ بدمائهِ
وبعدما هَجَرَ الطفلُ الصغيُر أشلاءَهُ
صار مبتسماً؛
الجميلةُ التي أخجلتهُ
لا تعبأ بشفاههِ
رغم ذلكَ حدَّثَها قائلاً:
لا تحزني يا قاسية؛
                  أنا سامحتُكِ!
ــــــــــــــــــــــ
التعبير للشاعر الراحل أشرف الجيلانى

 

* زهرةُ تلِّ حُزن

تتسلَّلُ من حُضن صباح
تجمعُ شعرها وللرمل تذهبُ
وفي أخر الليلِ ترجعُ بالمتاع؛
"تفرشُ جسدها/ تتألمُ ولا تُصدّقُ"
هكذا كلّ يوم!

ذاتَ ليلٍ
أدركها نباتُ لا ينتمي للرملِ..
قال لها: "مشيتُ طويلاً حتى وصلتُ إلى تَلَّ حُزْنٍ.. أعرفُ أنَّكِ عليه".
وقال كثيراً؛
فباتتْ بمشاعر عانسٍ تخلَّتْ عن اللقب،
وكان  الندى أجملَ من أي يومٍ مضى.

مرت فيافٍ
توقَّفَ فيها النباتُ يعافرُ
و إذ تتسلَّلُ للرملِ..
الرملُ يزحفُ!
لم يحتملْ النباتُ الثباتْ  
وذات صباحٍ راح إلى الرملِ ينبشُ
- والزهرةُ عانسٌ إلاَّ عن جسد-
ولما بات الندى باهتا
نهضتْ من الرملِ
كان النباتُ انتهى
وظَلَ العُفارُ الذي خلَّفتهُ
مجردَ مشاعرٍ..
(مشاعرٌ خارج مقابض الجسد)*
والرملُ يزحفُ.. ببطءٍ عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــ
التعبير للشاعر أحمد خالد

 

المسوَّدة*

ــــــــــــــــــــ

* (مايو : أغسطس ـ 2003)

             

* أسباب

(1)

لأنَّ الخوفَ ليس خوفاً بدونه
لأنَّ الألمَ وهمٌ بدونه،
ولأنَّ عيونَهُ تزرعُ الأرواحَ..
وتبنى خطوَ مثيلهِ،
ولأنَّ حين ينامُ..
تنعسُ الأحلامُ والأوهامُ والأفراحُ والأحزانُ والآلام
وبدونه تختفي الأربابُ
لكلِّ هذا وغيرهِ
كان الجسدُ
فمن منكم بلا جسدٍ
كيف تراه عيونُ الحياة ؟!

 

 (2)

تغيبُ العينُ في النوم
والأذنُ في الضجيج
والأنفُ في زحمة الروائح
يغيبُ الرأسُ والقلبُ
والزيتُ والبيتُ
وتبدأ الخيانةُ
متى يبدأُ الجسدُ في الغياب!

 

* تَذكَارُ سعادةٍ

تحيةً طيبةً؛

تقرؤني الليلةَ بعد مطاردةِ غزالٍ
 يتدلَّلُ في "القمرايةْ"
يتحدى خَجَلي
 ويعاتبُني في نفس الوقت؛
"كيف تكونينَ مُحبَّةً
 ولا تصرخينَ فى وجه حبيبك: أحبُّكَ".

 نعمْ أحبُّكَ

لكن..

عِدني أن تقرأني في البيت،

فرسالاتُ الأحبة أكبرُ من أن تُقرأ هكذا؛

"في غابةٍ"

وإنْ لم يكن لديك منزلٌ..

ابحثْ عنه

في مرآةٍ عانسٍ تتأملُ جدرانها/

في استراحةِ عاهرةٍ تستجمعُ الحرية/

في ابتسامة غوريلا تُفلِّي فروةَ قردٍ في الكهف،

وربما تجدهْ هناكَ؛

"في شجرةٍ تسمحُ للعصافيرِ

بالنوم دون سؤالٍ عن هُوَّيةَ".


لكن .. أرجوك

احتفظ بسطوري كتذكار سعادةٍ

أرجوكَ أيضاً

أنْ تؤجَّلَ الإجابةَ.. وتتأنّى

فكثيراً ما تصنعُ الإجاباتُ السريعةُ

نهاياتٍ لأسئلةٍ كانت عظيمةً فيما مضى!!

 

وأقولُ لك:

تهربُ القروياتُ من الكلام؛

"اعتدن أنْ يقرأن القلوب"

لهذا أيضاً يلجأن إلى الكتابةِ؛

"المدينةُ ضوضاء/

المشاعرُ تَضِلُّ مواضعَها/

المسافاتُ محكومةٌ بحساباتِ نادلٍ،

وبأصواتٍ متداخلةٍ؛

المجنونُ الواقعيُّ إذْ يصرخُ: "الملايكةْ فيهم سود وفيهم بيض"،

والمجنونُ المجازيُّ الذي يحاولُ أنْ يعيشَ خارجَ السياق".

 

أما بعد؛

لا تضعني على الرف

ولا تحتفظ بجسدي في خزانةٍ

أنا لم أُخلقْ لخلودٍ فِج

ولستُ صنماً لمعرفةٍ

أنا شاهدتُ الكذبَ كلَّ يومٍ

ومؤخراً آمنتُ به في حكايات الأنبياء؛

"كانوا يؤمنون بأن الكذبَ خالدٌ

بقدر إيماننا به".

فلا تؤمن بي

ولا تعبأ بكلماتِ المزدوجيْن

"الملائكةُ- كما قال المجنونُ- فيهم سودٌ وفيهم بيض".

وامنحني لأصدقائك

لعلهم يعيشون في جسدي.


وختاماً..

لا تغتصب أفواهَ الأصدقاء

ولا تربكهم برسالاتٍ صوتيةٍ تُفسدُ آذانَهم

دعهمْ لعيونهم

واحذرْ عودتهم لسطوري؛

"في العودةِ ألمٌ

كغيابِ الرمل من الصحراء

والماءِ من النهر

والغابةِ من كهف".

 

وتذكَّرْ:

كان لي صديقُ تغيَّر جسدُه

فغامتْ مشاعري

فانسحب المطرُ من السحاب

ثم تبخَّرتِ الحياة.

 

تذكَّرْ أيضاً:

النارُ تحرقُ البيوت

وقد تصنعُ- للأسف- الملائكة.  

 

* هامشُ جسد

 (1) السجن

الدجاجةُ فوق أسطُح البيوت
لا تُجرِّب الطيران
هي تعرفُ أنها محبوسةٌ أصلاً
الحمامُ أيضاً
ينامُ في سماءِ الله فارداً جناحيه.

(2) النور
في الحي بيتي
في البيتِ جسدي
في الجسد سوقي وأغصاني وأوراقي
ولى ربُ أحاسبُهُ؛
كم ورقة جفَّتْ من شجري الباقي؟!

(3) المعادلة
غالبًا ما تفوزُ الجوارحُ بالبقايا
وليس أبداً..
تأكلُ النمورُ غزلانها
ودائماً..
البلطجيُّ
يصنعُ بلطَتَهُ من خوفِ ضحاياه.

(4) التواطؤ
بصماتُ الجاني خالدةٌ
و"المجني عليه"..
يرحمُه الله!!

(5) الإخلاص
الإلهُ الرب
الرب الأبُ
الأبُ السيد
السيّدُ لا العبد
العبدُ الخبيث
الخبيثُ الفاني
............
......
..
وما بالي
بذواتٍ يصنعُها هواني!

(6) البرهان
يمشي الزمن
(بما أنَّ إِذن)
يغفو هنا
في الغفوةِ الثمن؛
عاشَ الذى باعَ الوطن
يعيشْ يعيشْ يعيشْ يعيشْ
 يعيسْ يعيسْ
 يعيشْ يعيثْ يعيثْ يعيثْ يعيشْ
 يعيسْ يعيثْ يعيثْ يعيشْ يعيسْ
يْعييييس
يعيييث.. يعيييششسسسثثسسشس!!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads