الرئيسية » » سـيدة من مصر

سـيدة من مصر

Written By غير معرف on الاثنين، 11 مارس 2013 | مارس 11, 2013





سـيدة من مصر
أمل جمال

لقد كان من الأفضل
 أن تحرق أوراقك كلها
حتى لا تسقط قطعة صغيرة
بجوار السلة
 أعرف منها
أنك مازلت على اتصال بها
وكان الأفضل أيضاً
أن تختار رقم هاتف لا أعرفه
لتشترك به فى خدمة * AT&T    
كان من الأفضل
أن تحفظه بذاكرتك مثلاً
ولو أنني أعرف كل الخرابات الموحشة فيها
( دهاليز اللصوص ، وقاطعوا الطريق، صالات الروليت،
  وبؤر البغاء التى تركتها لاس فيجاس مفتوحة بأكثر من
أربع غانيات فى الليلة لأثبات الفحولة )

كيف وقفت أمام القس حتى أتم تكليلك
ورشمك بالصليب
 وقال لك  " kiss your wife "
كيف أغلقت الغرفة
 وأنت تعرف أن عيون الله وأمك
وأخوتك البنات تبص عليك
 ومشدوهة وصامتةُ
فأطلقت فرحك مع صوت الفلين
 لتنفجر الشمبانيا

كيف أسقطت وطنك
 وثلاثة عقود فى كأس
وتجملت كجارية
_ تم شرائها حالاً _
لامرأة ذات خمس و أربعين سنة
 ( نمت فيها شهوتها على جسد بالون ، له
عينان ضيقتان وحاجبان دقيقان
وفخذان عملاقان ؟ )

هل شربت زجاجة كاملة
قبل لمس العجينة المختمرة؟
أم خلعت ملابسك كلها
ونمت على السرير لترى ماذا
ستفعل بك سيدتك
 _ ليكتمل الصك _ ؟‍ ‍‍‍‍
( أعتقد أنك ستفعل ذلك )
فتمسك هي بحربتك
 تقاتل بها وحشها النائم
حتى يستيقظ
فتستلقي على ظهرها
_ بعد أن تضم السريرين
وتأمرك أن
وفى الصباح
 بعد أن تستيقظ على
 عصير البرتقال
والتوست والنسكافيه
تجد استمارة عمل
 ودولارات
 وبطاقات ائتمان
وهكذا
بعد أن دخلت من أسفلها
 فلم تخرج من رأسها
كان لابد أن تكتب لك المزمور 91
وتعقد معك منديلها الشامي
وتضع العذراء  فى حافظة نقودك
وتنصحك ألا تفقدها

إذن
 بعد أن تسقط سيدتك
 تحت سنابك الجنس
ترتفع أنت إلى منزلتها
 وتملى عليها شروطك
 وبذلك
تكون قد استعدت جسدك
لكن ماذا عن أشيائك المفقودة ؟‍

لا شئ غير العادي
أكاذيب سريعة
 تخبر بها أهلك عبر الهاتف
شكاوى كثيرة عن تعبك اليومي
 وعذابك فى البحث عن مكان للإيواء
وفواتير الغاز والكهرباء
وخطابات البنك وتبتسم مطمئنناً
ساخراً من سذاجتهم
 وتقول لنفسك:
من الذي سوف يأتي
 إلى لوس أنجيلوس ليراني ؟!

كيف لم تعرف أن سيدة من مصر ستأتي
وبمثابرة سلحفاة
تقطع الطريق من المحيط إلى الصحراء
تضع الأسئلة وتنتظر !
كيف لم تعرف
أنها بعد ثلاث سنوات
ستصل إلى مقبرة دفنت فيها
أحد عشر عاماً متعفناً
 وأحد عشر سيناريو
 لكذب لا ينتهي
وأحد عشر قناعاً دميماً ؟
كيف لم تعرف
 أن جميلة من مصر
 ستحمل طفلها
وتفر من مغارة الأمير
 الذي أحبته
 فتحول إلى وحش
بعد أن زال السحر .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads