عن حلم في كفن!
عند قارعة الشفق أمر بالياسمين
وفي ازدحام الريح حشرجة ناي
ويولد سرب من أرق.
فيما جسد الألم على النعش يغترب
يشتعل القلق حقائب من جمر!
ينبت بين الشفاه موت جديد
والعيون تنز الخطايا
تلف الضفة مرايا النوم.
يجلدنا برق الصحو
ورعد من تراب الخطى!
على مهل يخبو النهار في وجهه
يتكئ على المرافئ البعيدة
عبثا يمتد بكاء الناي في سهول صوته
موالا شماليا حزينا
أنا جرح غائر في كبد السماء لا يمنع نزول الغيث!
أبلل القلب بقسوة المدينة
وكثير من وجوه أضعتها
ورودا وسط الحريق.
وحين يشتعل الرماد
لا بد من حلم قديم يستدرج الدمع
كلما اشتد الوداع
يراوغه الغياب في ألف طريق
وتصحو القصيدة!
أختبئ في الفراغ
خلف المطارات التي لامسها الليل.
في أنفاس العاصفة
يغفل الهواء عن عناق الشجر
مثل أنفاس من غابوا
إلى أطراف الغيم أو حافة الرمل!
في الرحيل تسقط البدايات
مغبرة بالذكرى.
وأعود خفيفة كما ولدت!
وحيدة كما ابتدأت!
يخفت صوت الانكسار
وتصهل العينان بريقا من قوة!
أتدثر بالمنفى
فيما تنفتح بواباته على الوهم
تنفتح قبة المدينة على رقصة الموت
تدمى سحابة في حلق الحلم
وزنبقة تصيح!
أقتات الحياة من يد الموت
وأغزل من سنابل الطريق
مواسم مزهرة في دائرة العمر
وفي عيني ألف نافذة تضيء
وموعد على كتف الغيب!
تخذلني المآذن الصاعدة بالسكون
ولي روح من كبرياء تعانق الغيم
أستعيد الظل في خطى الغمام
وأورث قلبي لسروة تفصل يدي ويدك!
بي فيض من دهشة وشوق
وبك نبع من سراب
أشهق الظمأ وبك تعلو حياة!
أقشر الغربة
ويمتد ربيع ملء قلبي!
"منال مقداد"
